قصة اليوم صاحبها شخص عاش هو واخوانه السبعة في افقر مناطق البرازيل وكان والديه يعملان طوال اليوم لكي يوفروا حق التعلم لأبنائهم السبعة ، واستمر الوضع على ما هو عليه الى أن جاء اليوم الذي ذهب أبوه الى العمل ولم يعد أبدًا .
كالمتوقع ، قررت أمه بأن تخرج بعضًا من أبنائها من المدرسة لأنه من المستحيل ان تتحمل تكاليف الحياة لوحدها ، فوقع الاختيار على صديقنا لكي يترك المدرسة في عمر الثانية عشر ، و بعد عدة محاولات للبحث عمل قَبِله أحد المصانع لكي يعمل في تشغيل آلة معينة براتب لا يكاد يذكر ، وبعد أربع سنوات من العمل حدث مالم يكن في الحسبان، قطع أصبع صديقنا عن طريق الخطأ أثناء تشغيله تلك الآلة .
قرر المصنع بأن يطرد صديقنا بحجة أنه لا يستطيع أن يقوم بذلك العمل بعد فقدان أصبعه ، ومن حسن حظ صديقنا أنه قُبِلَ في وظيقة حكومية تدعى " المنقب " و هي وظيفة يقوم صاحبها بتسجيل من حضر ومن غاب من عمال المنجم ، واستمر على تلك الوظيفة عشرة سنين أو أكثر حتى أصبح أحد المحترفين في تلك الوظيفة ، وبسبب ذلك تمت ترقيته فأصبح رئيسًا لقسم التنقيب في منطقته ، ومن ثم أصبح رئيسًا للتنقيب العام في البرازيل كلها .
ومع حصوله على ذلك المنصب تحسن وضع عائلته وانتقلوا الى حياة أفضل ، وفي البرازيل يحق لكل صاحب منصب اداري في الدولة بأن يرشح نفسه لرئاسة البرازيل ، وبالتأكيد هذه الفرصة لم يفوتها صديقنا ، فرشح نفسه المرة الأولى وفشل ، المرة الثانية وفشل ، المرة الثالثة وفشل ، حاول للمرة الرابعة و لكنه في هذه المرة نجح .
صديقنا هو لويس دا سيلفا رئيس البرازيل في 2003 - 2010 والذي قام بأكبر نهضة في تاريخ البرازيل ، لدرجة أنه عندما انتهت فترة حكمه القانونية بدأ الشعب البرازيل بمظاهرات سلمية مطالبين بإجراء تعديلات على القانون لكي يتم تمديد فترة حكم دا سيلفا
لكنه صعد أمامهم وقال لابد أن أعطي الفرصة لشباب هذا الجيل وبدأ في البكاء كما هو واضح في صورته الشهيرة .
ذلك الفتى الذي اختفى والده وقطع أصبع وطرد من عمله أصبح رئيسا لدولته ، فلماذا مازلنا نعتقد أن أحلامنا مستحيلة ؟
بالتوفيق ياوليد
ردحذفبالتوفيق ياوليد
ردحذف