22 أبريل 2016

اليوم الذي أخشى قدومه


                       

كم هي مخيفة تلك الكلمات ، كم هو مرعب ذلك السؤال ، كم أخشى أن يأتي ذلك اليوم الذي سيسألني فيه ابني ، حفيدي ذلك السؤال المرعب الذي لن أستطيع اجابته ، ذلك السؤال الذي لطالما أشعرتني اجابته بالخجل من نفسي ، ذلك السؤال الذي سيشعرك بأنك انسان تافه لاقيمة له ولا فائدة منه .. ذلك السؤال هو : لماذا يا أبي ، يا جدي تراجعت وتخلفت وتواضعت حضارتنا في زمانك ؟ لماذا ضيعتم عزتنا وقوتنا وأفسدتم علمنا وحضارتنا العريقة ؟ 


                                  

كيف تشعر الان بعد قراءة السؤال ؟ هل أحسست بذلك الشعور الغريب ؟ هل أحسست بالخجل من نفسك ؟ لأنك أنت الشخص الذي في زمانه ضاعت عزة الاسلام ، ضاعت حضارة الأندلس ، تشوه تاريخ هذه الأمة .. 
بالتأكيد لا تريد أن تكون ذلك الشخص الفاشل ، فلماذا لا تتحرك وتعمل الان لكي تنقذ وتساعد أمتك ولكن السؤال هو كيف ؟

                     

ولكن قبل أن تعرف كيف ، لابد أن تعلم بأن الله تعالى لم يخلقك ولم يجعلك إنسانًا مسلما عبثًا فمن الممكن أن تكون الشخص الذي على يده ستعود حضارة الأندلس ، ستعود عزة الاسلام ، ستعود هذه الأمة كما كانت ، لا تقل أنا شخص وحيد ليس من الممكن أن أفعل شيئًا لوحدي.. عذرًا هل تعلم أن أعظم الدول في وقتنا الحالي نظمها ووحدها أشخاص مضطهدون ، مظلومون ، وحيدون، فمثلا : مارتن لوثر كينج طفل افريقي فقير عندما كبر أقنع الملايين بترك العنصرية وساهم  في تطوير الولايات المتحدة ، مهاتماغاندي الشخص الذي وحَّد و طور الهند لوحده ، والقائمة تطـــــول..ما الفرق بينك وبين هؤلاء ؟ لماذا تعتقد أنه من المستحيل أن تنقذ حضارتك ؟ فقط ثق بنفسك فلا تدري قد يكون اسمك  بجانب هؤلاء العظماء في المستقبل ..

                                           

ولكن يظل السؤال هو كيف ؟ لا يعني أنك اذا أردت تساعد في اعادة أمجاد هذه الحضارة أن تذهب وتشارك في الحروب والقتال بل كل ما عليك هو أن تثق بنفسك ،أن تعقد النية ، أن تجد الشيء الذي تحبه وتريد أن تعمل فيه وتحاول أن تبدع فيه بكل طاقتك لأنه لو كل شخص منا أبدع وأتقن في مجاله لعادت حضارتنا كما كانت ، والأهم من هذا كله هو أن تتحلى بأخلاق الاسلام و أن تتمسك بدينك لأنك بدونه لا تساوي شيئا .

                                     

أتمنى أن تكون مدونة وليدلوق التي اقتربت من نهاية مشوارها ساعدت ولو بجزء بسيط في تشجيع وتحفيز كل من يقرأها لإعادة أمجاد وأخلاق هذه الأمة وتذكر دائما أنه لابد أن تعمل وتتعب اليوم لكي لا يسألك ابنائك ذلك السؤال المخيف غدا .

8 أبريل 2016

حارس المرمى المسكين




كم هو محزن حال حارس المرمى ، عندما ينجح في صد الكثيرمن الكرات والهجمات ترى كل الناس يمدحونه ويثنون عليه ، ولكن عندما يفشل في تصدي كرة واحدة ترى الكل ينقلب ضده ويتهموه ومن الممكن أن يسخروا منه .

 

أنا متأكد أن هذه الحالة لا يعيشها فقط حارس المرمى  بل هي حالة يعيشها كل انسان طموح في هذه الحياة فعندما ينجح ترى الكل يقف معه و يمدحه ولكن عندما يفشل  يتركونه وحيدا و يسخرون منه ، و أنا كنت أعاني من هذه الحالة كثيرا إلى أن أتى اليوم الذي قررت فيه أحد أهم قرارات حياتي وهو أن لا أهتم بكلام الناس مهما كان سواء كان مدحًا أم ذمًا .

                        

ولكن هذا لا يعني أنني تركت الاستماع الى نصائح الاخرين ، فكل ما فعلته هو أنني تركت الاهتمام بما يقوله أو يفكر به الناس لطالما أنني لم أخالف الدين أو أؤذي الاخرين وصدقني اذا اصبحت تفكر بهذه الطريقة ستشعر بسعادة وثقة ليس لها مثيل .

                 

تذكر أن من لم يقف معك وأنت في القاع لا يحق له أن يقف معك عندما تصل الى القمة ومن المهم أن تحافظ على من كان معك في القاع فهؤلاء هم من يستحقون أن تستمع الى كلامهم .

25 مارس 2016

الأبطال الثلاثة







اليوم سأحكي قصة ثلاثة أشخاص ، ثلاثة أبطال وما أعظم هؤلاء الثلاثة وكم هو فخر لي أنني أعرف هؤلاء الأبطال شخصيًا و أدرس معهم كل يوم . يا ترى من هم هؤلاء الثلاثة ولماذا هم أبطال ؟  




هم أبطال ببساطة لأنهم قرروا أن يحملوا هم تشريف هذا الدين ، هذا الوطن ، هم أبطال لأنهم قرروا أن يحمل همَ إعادة أمجاد هذه الأمة . فكانوا يعملون عشرات الساعات في المدرسة بدون كلل ولا ملل ، لا يتذمرون ، لا يشتكون ، لا ينامون الا ساعات قليلة ، ليس لديهم الوقت الكافي ليجالسوا أهاليهم ، تركوا الترفيه ، تركوا الراحة في حياتهم، وعندما تسألهم لماذا تفعلون كل هذا ؟ يكون جوابهم : لأننا قررنا أن نحمل همَ إعادة أمجاد هذه الأمة . فكانوا فقط يعملون ويعملون و يعملون  


حتى أتى ذلك اليوم الذي قالوا لنا فيه وداعًا ، تركوا أهاليهم ، تركوا أصدقائهم ، ووصلوا الى ميدان المعركة ونعم هي معركة لإعادة الأمجاد ورفع علم هذا الوطن فوق كل الأعلام ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فهم وصلوا الى ميدان المعركة لكن أدواتهم ،معداتهم ، أسلحتهم لتلك المعركة لم تصل ! رأوا تعب تلك الشهور ، تلك الساعات ، وكل ساعات العمل تتناثر أمامهم وكل شيء أصبح هباء منثورا . قبل أن أكمل ضع نفسك في مكانهم كيف سيكون حالك ؟ كيف ستكون نفسيتك؟ بالتأكيد ستكون حزينًا ، ستكون محطمًا بالكامل ، لكن هذه لم تكن أبدًا نفسيتهم فهم ازدادوا حماسًا ، ازدادوا طاقةً ورغبة ً ، تسألني كيف ؟ أقول لك بكل بساطة لأنهم أبطال ... فهم لا يعرفون اليأس ،ولا يعرفون الإحباط، ولا يعرفون معنى الاستسلام ، وليس للفشل مكانًا عندهم ، فعادوا يعملون ويعملون و يعملون


حتى أتى ذلك اليوم مجددًا ، قالوا لنا وداعًا ، وتركونا وكلهم أمل أن الله تعالى لن يخذلهم و وصلوا الى ميدان المعركة وفي هذه المرة أتت معهم أدواتهم وأجهزتهم ، وبدأت المنافسة، خمسون دولة تنتظر فوز أبنائها ، مئات الفرق القادمة من أفضل الجامعات والمجهزة بأغلى وأفضل الأدوات تطمح للفوز ، ولكن في النهاية كل هذه الدول والفرق لم تستطع أن تنافس أو تضاهي عزيمة وإصرار هؤلاء الشباب لأنهم حققوا المركز الأول على مستوى العالم ورفعوا راية الإسلام فوق كل الرايات ، أعادوا الأمجاد ، وزادوا هذا الوطن رفعة


هؤلاء الأبطال هم غيث خوجة ، نايف مزاحم ، فيصل المالكي طلاب من مدارس الأندلس حققوا المركز الأول على مستوى العالم في مسابقة Robot challenge، يعجز لساني عن وصف تلك العزيمة و الروح وذلك التفكير والإصرار و لا يسعني الا أن أقول شكرا غيث ، فيصل ، نايف لأنكم أثبتم لكل العالم أننا جيل لا يستهان به




11 مارس 2016

اليد الواحدة تستطيع أن تصفق




" يد واحدة لا تصفق "
" عقلان يفكران أفضل من عقل يفكر "
" العمل الجماعي هو سر النجاح"
وغيرها من المقولات التي تشعرك دائمًا بأن العمل الجماعي هو أساس النجاح وأنك بدونه حتمًا ستفشل ، تلك المقولات التي أطلقها مجموعة من الأشخاص يسمون نفسهم "الخبراء الاجتماعيين" في وجهة نظري ماهي إلا مقولات ناقصة وفي أغلب الأحيان تكون خاطئة!


أنا متأكد أنك تفاجئت ، وهذا شيء طبيعي لأنه منذ صغرك اعتادت أذناك على سماع تلك المقولات حتى أصبحت تعتقد أنها صحيحة دائما ! فكر معي ، الله عز وجل قسم الناس الى نوعين : اجتماعي أو انطوائي ، كل واحد منهم له بيئته الخاصة التي يستمتع بها ويستطيع العمل فيها ويقدم أفضل نتائج فيها ، لذلك يا من تسمي نفسك "خبيرًا اجتماعيًا" عندما تفرض العمل الجماعي على مجموعة من الناس فأنت بهذه الطريقة ساعدت وشجعت النوع الاجتماعي من الناس لكنك في المقابل رميت بشخصية ورغبات الشخص الانطوائي عرض الحائط !


و قبل أن تكمل قراءة هذا الموضوع من الواجب أن تعرف أن الانطوائية ليست أبدًا شيئًا سلبيًا بل هي أفضل من أن تكون اجتماعيًا ! فالأشخاص الانطوائيين يفكرون بشكل أفضل ، يعرفون أنفسهم ، يحبون المساعدة ، مستمعين رائعين ، كلامهم يكون دقيقًا و واضحًا ، و هل تعلم أن أغلب القادة الذين تراهم هم أشخاص انطوائيين وأن في الشركات الكبرى الأشخاص الانطوائيين هم من يقدمون أفضل النتائج لأنهم يفكرون بشكل مختلف ولا يتبعون الآخرين . لذلك يا أيها "الخبير الاجتماعي" لا تتفاجئ عندما يفشل عملك الجماعي لأنك حرمت الانطوائيين - وهم الأغلب - من بيئتهم وحرمت نفسك من قدراتهم الخارقة. 



ولكي أجمع بعض المعلومات لهذا الموضوع قمت بمحادثة نصية مع أحد المسؤولين عن تقنيات التعليم في أحد المدارس ، سألته سؤالًا واحدًا فقط وهو ..
- لماذا تعتقد بأن العمل الجماعي أفضل من العمل الفردي 
- قال : لأن الطالب من المستحيل أن يعرف كل شيء ومن المستحيل أن يقوم بكل شيء
- قلت: اذا كان هذا منطقكم فلماذا لا تجعلون الطلاب يقومون بحل الاختبارات بشكل جماعي لأن الطالب من المستحيل أن يعرف كل شيء ومن المستحيل أن يقوم بكل شيء!

والى هذا اليوم لم يصلني رده ...


لا تعتقد أن من كلامي هذا أن العمل الجماعي ليس له فائدة بل هو مفيد لبعض الأشخاص وفي بعض الأحيان ، لذلك رجاء يا أيها المعلم/المدير/المسؤول توقف عن هوس العمل الجماعي وأعلم أن ذلك الشخص الصامت الذي يجلس في زاوية الغرفة من الممكن أن تكون لديه قدرات أفضل من جميع المجموعات ، هو يحتاج فقط البيئة المناسبة ..

4 مارس 2016

" الترفيه مضيعة للوقت "



" الترفيه مضيعة للوقت " هذه الجملة التي لطالما سمعتها من الناس ، هذه الجملة التي يعتبرها البعض حقيقة وأصبحت أحد معتقداته .. لكن أنا أعتبر أن هذه العبارة أحد أسباب فشل وتخلف مجتمعنا العربي وهو أحد أكبر المسببات في جعل مجتمعنا مجتمع غير منتج فقط يستهلك .. السؤال كالعادة كيف ؟

ببساطة ، المجتمع يتكون من أفراد كل فرد له وظيفة معينة يقوم بها و مهما كانت درجة حبه للوظيفة التي يقوم بها ستأتيه فترة سيشعر فيها بالملل أو بفقدان المتعة و لو استمر الوضع على ماهو عليه لكَرِه وظيفته. ويمكن تفادي هذه المشكلة بكل بساطة بالترفيه.


دقيقة .. انتظر ، أنا بدأت أتكلم عن الترفيه بدون ما أشرح ماهو الترفيه ؟ 
حاول تسأل منهم أكبر منك ماهو الترفيه ؟ بالتأكيد سيجيب قائلا  : البلايستيشن أو مشاهدة التلفاز ! لكن الترفيه أكبر من ذلك بكثير ، الترفيه بكل بساطة هو أي شيء يكسر روتينك اليومي ، مثلا : حاول أن تلعب رياضة جديدة ، حاول أن تذهب الى مسجد مختلف ، حاول أن تستعمل الدراجة لقضاء مشاويرك.. ، صدقني ستشعر أن حياتك اختلفت..

                          

- الخطأ" الترفيه مضيعة للوقت " 
- الصحيح : " جميع الأنشطة بدون ترفيه مضيعة للوقت "

19 فبراير 2016

الممحاة السيئة




مشكلة أغلب أقلام الرصاص في هذا الزمان أن الممحاة الخاصة بها تمسح بشكل جيد في المرة الأولى والثانية وكذلك الثالثة .. ولكنها بعد فترة يتحول لونها للأسود وعندما تريد أن تمحو شيئًا تقوم بتخريب الورق. هذا الممحاة تشبه تمامًا الاعتذار ..



لن أتحدث اليوم عن الاعتذاربالطريقة المعتادة التي نسمعها في كل مكان ، بل سأتحدث عن موضوع أهم بكثير وهو لماذا نعتذر ؟
ببساطة نحن نعتذر عندما نخطئ تجاه شخص اخر ونشعر بالندم على مافعلناه و نقدم له كلمات الاعتذار لكي يسامحنا .



لكن للأسف في هذا الوقت هناك فئة صغيرة يستعملون الاعتذار بطريقة خاطئة فتراهم يتساهلون في عمل الأخطاء لأنهم سيعتذرون بعد ذلك !
تراهم يخطئون في حق شخص ما وعندما تحاول أن توقفهم يردون بكل ثقة: نعتذر وتنتهي المشكلة !!! يظنون أن الناس مثل أجهزة الكمبيوتر والاعتذار مثل زرdelete اذا ضغطوه سينتهي كل شيء هل نسوا أن لهذا الانسان ذاكرة ومشاعر ؟!
يا لغبائهم ..



صحيح أن هذا الفئة صغيرة كما قلت لكن للأسف تأثيرها كبير جدًا وأكبر دليل على ذلك أنه الان عندما تريد الاعتذار الى شخص بصدق وإن كانت لأول مرة سيرد عليك : ايش استفيد من كلمة آسف ؟ لأن أذنيه اعتادت سماع كلمات الاعتذار فأصبحت بلا قيمة لديه.
ويا #صديقي_القارئ راجع حساباتك فقد تكون أحد أفراد تلك الفئة واجعل دائما كلمات آسف ، أعتذر ، سامحني ... كلمات مقدسة لديك لا تخرجها من فمك الا اذا كانت من قلب صادق .


في النهاية ، من المهم أن تعلم أن الاعتذار حتى وإن كان صادقًا فهو لا يكفي فالناس كألواح الخشب اذا أخطأت بحقهم فكأنك طرقت مسمارًا في ذلك اللوح وإذا اعتذرت بصدق فكأنك نزعت ذلك المسمار لكن أثره في اللوح سيبقى للأبد ، لذلك اجتنب أن تخطأ بحق الناس من البداية .

12 فبراير 2016

نظِف تفكيرك




في صباح اليوم ، كنت أنا وصديقي علي نصور أحد أفلامنا القصيرة في شارع بجوار منزلي، وفجأةً تهجَم علينا أحد الأشخاص يبلغ من العمر حوالي أربعين سنة قائلًا : إن لم تغادروا المكان الآن سأحضر الشرطة !! استغربنا وسألناه عن السبب فرَد بكل سذاجة قائلاً : انتم هنا تجسسون على منزلي وتريدون تصويره !! بينما كنا نحن نصور فيلمًا تعليميًا الذي من الممكن أن يستفيد منه أحد أبنائه في المستقبل !
                                      
                                        

 ما أريد أن أوصله من هذه القصة أنَ في وقتنا الحالي إفقتدنا خُلُقًا مهمًا جدًا وهو حسن الظن بالآخرين وصدقوني أنا لا أبالغ حينما أقول أن فقداننا لخُلقِ حسن الظن بالآخرين هو أحد أسباب تدهور حال الوطن العربي في هذا الزمان وهوالسبب الرئيسي في تكوين أحد الشخصيات المنتشرة في عالمنا العربي وهي الشخصية التي تعمل القبيح من الأفعال ولا تبالي ، كيف ؟
لنتخيل أن هناك شخص يدعى معاذ و كان الناس دائمًا يظنون به سوءًا، كلما فعل شيئًا ظن الناس أنه يفعل شيئًا آخر ، وعندما علِمَ معاذ بهذا الشيء بدأ يتساءل لماذا يظن الناس هكذا ؟ و تكرر هذا الوضع مرات عديدة الى أن وصل معاذ الى درجة عدم الاهتمام بكلام الناس مهما قالوا وأصبح يعتقد دائمًا أن الناس مخطئين وهذه حالة خطيرة جدا لأن معاذ عندما يعمل الأشياء السيئة من الطبيعي أن يبدأ الناس بنصحه لكن معاذ لن يبالي لأنه تكونت لديه فكرة أن الناس دائمًا مخطئين .  أليست شخصية معاذ هي أحد الشخصيات المنتشرة في عالمنا العربي للأسف ؟

                                

 عندما ترى شخصًا يشتري باقة وردٍ ويكتب فيها الى حبيبتي لا تظن أن حبيبته هي فتاةٌ يواعدها بالسر فربما حبيبته هي أمه ، عندما ترى شخصًا يخرج في منتصف الليل متخفيًا لا تظن أنه ذاهب ليتعاطى المخدرات و غيرها من الأشياء القبيحة فربما هو ذاهب لكي يوزع الصدقات عالفقراء ولا يريد أن يراه أحد ... أرجوك لا تجعل كلامي هذا يمر على أذنيك مرور الكرام ، حاول أن تحسن الظن بالناس بدايةً من اليوم و أرجوك ابتعد كل البعد عن سوء الظن لأنه هو سبب من أسباب فشلنا ، تفرقنا ، تخلفنا .

                                                   

يقول الدكتور جونسون " إن الله لا يحاسب أحدًا إلا بعد موته " فلماذا نستعجل أنا وأنت بالحكم على الآخرين ؟

6 فبراير 2016

لا نثق بك ، فلماذا تفشل ؟







في الماضي من الأيام بينما كنت أجالس بعضًا من كبار السن في أحد مجالسهم ، بدأ أحدهم برفع صوته قائلًا : " هؤلاء من أفسدوا مجتمعنا ، هؤلاء يريدون أن يدمروا الحضارة الاسلامية بتصرفاتهم " تعجبت وبدأت أتساءل من هؤلاء ؟ أجبت نفسي قائلًا بالتأكيد يقصد الإرهابيين أو المجاهرين بالمعصية وغيرهم ممن قَبُحَت تصرفاتهم .
ولكن كأن صاعقة أصابتني عندما علمت أنه يقصدنا نحن معشرالشباب !!




في البداية ظننت أنه رأي فردي لا يوافق عليه أحد لكن عندما تعمقت في الموضوع وجدت أن أغلب مجتمعنا يؤيد ذلك الرأي، قد لا يعلنونها لفظًا لكن تصرفاتهم تدل على ذلك ، وأبسط مثال هي كلمة عوائل فقط هذه الكلمة التي من الممكن أن أؤيدها في بعض الأحيان ، وفي بعض الأحيان أشعر بأنهم يريدون أن يقولوا للشاب " نحن لا نثق بك " لكنهم استخدموا حروفًا أخرى ، أحد الأمثلة الأخرى يكون عند نقاط التفتيش على طرق السفر وغيرها ، ترى ذلك العسكري الذي يدع الجميع يعبر بكل سهولة لكن عندما يرى ذلك الشاب يوقفه وفي بعض الأحيان يستجوبه وكأنه يقول " نحن لا نثق بك  


الطامة الكبرى أن هؤلاء الذين يعاملون الشاب كأنه أحد المجرمين ،عندما يجالسون الناس تراهم يقولون وبكل براءة " الشباب غير منتجون وهم سبب الفوضى " تماما مثل كبير السن ذاك ، و لكنهم لا يعلمون أنهم السبب الرئيسي في ذلك ، لم يشجعوا الشاب و لم يدعموه ولم يعطوه حتى الثقة فماذا تتوقع من شخص حرمته من كل هذه الأشياء ؟ هل تتوقع أنه سيكون شخصًا منتجًا ؟  والمشكلة هي أن نفس هؤلاء الأشخاص تراهم يتباكون عندما يرون أحد أبناء بلدهم قد حصل على جنسية البلد الاخر و قد أصبح أحد أكبر الناجحين في ذلك البلد وتراهم يقولون بكل براءة " لماذا لم ينجح هنا ؟ "




من الواجب أن تعلم أن ليس كل المجتمع يتصرف كما ذكرت بل هناك فئة قليلة من الناس تدعم الشاب ، تشجعه ، تثق به  و بعضها تساعد الشاب في بناء حياته كبعض المدارس و المراكز و الجمعيات التي أوجه لها جميع كلمات الشكر و العرفان لأنها تعتبر كبصيص من الأمل في هذا الواقع المرير ، ولكن للأسف هذه الفئة من الناس ليست الغالبية العظمى و قد تختلف معي هنا لكن صدقني لو كانت هذه الفئة هي الغالبية العظمى لرأيت عصر حضارة الأندلس يتكرر من جديد .


مجتمعنا غني و يعتبر من أغنى المجتمعات ليس بالمال ولكن لأنه يملك الشباب لأنهم ثروة ..

اصنع أو دمر

                   "power of words"


1- " في بعض الأحيان أشعر بأنك غبي "

2- " في بعض الأحيان أشعر بأنك ذكي "


حاول أن تقول هذه الجمل لأحد الأشخاص ، سيشعر بأنك تستهزئ به اذا اخبرته بالأولى بينما سيظن أنك تمدحه اذا أخبرته بالثانية .. وهي عكس ذلك تماما !! 

فكر فيها ..


                     


الكلمات التي تخرج من فمك عبارة أسلحة متشكلة في صورة حروف ، عندما تستخدم هذه الأسلحة بالشكل الصحيح ستصبح لك القدرة بأن ترفع شخصًا من حضيض الحياة وتجعله شخصًا ناجحًا ، بينما اذا استخدمتها بالشكل الخاطئ سيصبح بإمكانك أن تحول أنجح الناجحين إلى أسفل السافلين .. لذلك فكر 1000 مرة قبل أن تطلق كلماتك تجاه شخص آخر وتذكر أن كلماتك التي لا يستغرق قولها ثوان معدودة بإمكانها أن تدمر حياة انسان . 


                             


اذا رأيت شخصًا يدخن وأردت بأن تخبره بأن هذه السيجارة مضرة ومن الممكن أن تقتله هناك طريقتان ، اما أن تقول له " هذه السيجارة ستقتلك في يوم من الأيام " وفي الغالب سينظر إليك نظرة استخفاف و نادرًا بل من المستحيل أن يقتنع ، أو تستطيع أن تقول 

"لا تجعل أطفالك يتامى طوال حياتهم بسبب لحظات متعة قليلة مع هذه السيجارة" وستزداد احتمالية اقتناعه ،، قد تكون لديك فكرة رائعة وجميلة في ذهنك لكن حاول أن تعبر عنها بالكلمات الخاطئة وستراها تتبخرأمامك  ! لذلك أحسن اختيار الكلمات لكي يحسن الناس فهمك .

                      


" الكلمات قوية جدًا ، بإمكانها أن تصنع وبإمكانها أن تدمر لذلك اختار كلماتك بحذر "

21 يناير 2016

هل تستحق الحياة ؟



 


في الماضي من الأيام كان هناك نجار فقير لأبعد الحدود ، كان لذلك النجار ابن صغير
كان الناس في كل ليلة يجدون ذلك الفتى تحت اشارة مروية !
ماذا يفعل ؟ .. يتسول ؟ يطلب الناس ؟ أم ينتظر المارة لينقض عليهم ويسرق أمتعتهم ؟
لا ،، كان ذلك الفتى يستعين بضوء تلك الاشارة لكي يقرأ كتبه ، وفي إحدى ليالي الشتاء وجده أحد أفراد الشرطة في (مكتبته) المعتادة ، سأله الشرطي بكل استغراب قائلًا : ماذا تفعل هنا ؟ الوقت متأخر والجو بارد ، رد ذلك الصغير بكل بساطة : إذا لم أعمل وأقرأ الان كيف لي أن أصبح رئيسًا للولايات المتحدة ؟!!

هذا الصغير هو إبراهام لينكولن الذي يعتبره البعض أفضل رئيس في تاريخ الولايات المتحدة .


          


لا أعلم ماهو حلمك ، لا أعلم ماهو هدفك ، لا يهمني كم خاب أملك في طريقك لتحقيق ذلك الهدف ، لكنني أعلم أن الهدف الذي تحمله في عقلك ويحمله هو في عقله أنه ليس مستحيلا .



ربما السؤال الرئيسي الذي يدور في مخيلة أغلبكم الان هو "هل وضع الأهداف مهم  لهذه الدرجة ؟ "
 جواب هذا السؤال يكمن في جملة واحدة قالها روبرت اتش : " الأهداف ليست ضرورية فقط لتحفيزنا بل هي شيء أساسي يعطينا حق الحياة " أي يمنحنا الحق في العيش على هذه الأرض .

قال الله تعالى (( اني جاعل في الأرض خليفة )) الله عز وجل ملك الملوك جعلني أنا و أنت وهو وهي جميعنا سفراء له في هذه الأرض لماذا ؟ ، قال تعالى ((هو الذي أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها)) الله أعطانا هذه الأرض أمانة لدينا لكي نعمرها ، لا لنفسد فيها أو نتركها كما هي !


                         


 لأنه للأسف في هذا الزمان هناك وباء منتشر بشكل مخيف أعراض ذلك الوباء هي : أن يعيش الشخص طفولة عادية ، يكبر ويتلقى تعليما عاديًا ، يختار تخصصًا جامعيًا عاديا ، يعمل في وظيفة عادية ، يتزوج امرأة عادية ، يربي أطفاله تربية عادية حتى يصبحوا مثله ، وأخيرًا يموت موتةً عادية .. الوضع قبل ولادته كالوضع بعد موته لم يتغير أي شيء ، لم يفعل شيء مميزًا في حياته وهو قادر على ذلك !

أقولها بكل صراحة ، وأعتذر إن كانت كلماتي قاسية : هذا الشخص لا يستحق الحياة .

                              

 لابد أن تضع لك في هذه الحياة أهداف مميزة لا أهداف عادية وكما أقول دائمًا .." ارمي بسهمك نحو القمر فإن لم تصبه فأعلم أنه وقع على النجوم "

14 يناير 2016

الأسماك لا تحب الكرز


















" اعتدت في كل صيف أن أذهب الى صيد الأسماك ، فتلك كانت هوايتي المفضلة ، ولما كنت أحب تناول الكرز فقد كنت اعرف أن الأسماك تحب الديدان ؛ لذلك لم أكن أفكر في احضار الكرز عند صيد الأسماك، إذ أنني بطبيعة الحال لا يمكنني اصياد الأسماك بالكرز"

هذه فقرة كتبها الكاتب الرائع ديل كارنجي في أحد كتبه الرائعة ولا تزال عالقة في ذهني؛ بسبب أنه بعد هذه الفقرة لم يكتب أي شرح لها بل ختم فيها الفصل الذي كان يتحدث فيه عن السر الكبير في العلاقات الشخصية .

ماذا يقصد ؟ هذا السؤال الذي تجول في بالي وقت طويلًا ، و بعد تفكيرعميق صرخت في مخيلتي .. أخيرًا لقيتها !!

بالفعل ، الطريقة التي استخدمها ديل في صيد الأسماك يعتبرها علماء النفس أفضل طريقة في بناء وتحسين العلاقات مع الاخرين ! أكيد مازلت تقول كيف ؟!

ببساطة .. لماذا لا نستخدم طريقة ديل في ( صيد ) الأسماك في ( صيد ) الأشخاص .




بالتأكيد لديك بعض الأشياء التي تحبها لكن من الواجب أن تدرك أن الاخرين قد تكون اهتماماتهم مختلفة عنك ، لذلك فالطريقة المثلى للتأثير على اللآخرين هي أن تهتم بما يحب هو ، فمثلا إذا أردت أن تنصح ابنك بأن يبتعد عن التدخين فلا تفعل بطريقة مباشرة كالواعظ أو خطيب الجمعة ولكن يمكنك أن تبين كيف من الممكن أن يؤثر التدخين على أداءه الرياضي ثم لا يتفوق في ذلك المجال .



قصة ديل كارنجي و مالك الفندق تعتبر من القصص الدالة على أهمية الرؤية بمنظور الاخرين ، يقول ديل : " كنت دائما أستأجر مساحة في أحد فنادق نيويورك ، حيث بأقوم بسلسلة من المحاضرات ، وذات مرة فوجئت بزيادة الإيجار ثلاثة أضعاف و قد وصلني هذا الخبر بعد ان طبعت بطاقات الدعوة و نشرت الاعلانات في الصحف ، ولكني توجهت إلى مدير الفندق بكل هدوء و قلت له : لقد فوجئت بزيادة الإيجار لكن لا ألومك ، إذ أنني لو كنت في مكانك لفعلت نفس الشيء ، ثم قلت له : رفع الإيجار يؤدي إلى خلو القاعة وهذه فائدة كبيرة لكم لأنكم ستستفيدون منها في تأجير القاعة للحفلات والزواجات و غيرها مما يكسبكم ايجار أكبر مما تحصلون عليه مع شخص مثلي و لكن في المقابل محاضراتي تجتذب أعداد كبيرة ، من بينهم عدد من أصحاب النفوذ، وليس بوسعك أن تجذب خمسة الاف شخص الى فندقك وهم عدد الدارسين في محاضراتي إذ تعتبر محاضراتي دعاية مجانية لفندقك ، ثم غادرت الغرفة ، وفي اليوم التالي تلقيت رسالة بتخفيض الإيجار "





تذكر دائما إذا أردت أن تمتلك العالم ، ليس عليك سوى إيقاظ رغبات الآخرين في القيام بعمل ما ، إذا لم تفعل فسوف تعيش وحدك ..