19 فبراير 2016

الممحاة السيئة




مشكلة أغلب أقلام الرصاص في هذا الزمان أن الممحاة الخاصة بها تمسح بشكل جيد في المرة الأولى والثانية وكذلك الثالثة .. ولكنها بعد فترة يتحول لونها للأسود وعندما تريد أن تمحو شيئًا تقوم بتخريب الورق. هذا الممحاة تشبه تمامًا الاعتذار ..



لن أتحدث اليوم عن الاعتذاربالطريقة المعتادة التي نسمعها في كل مكان ، بل سأتحدث عن موضوع أهم بكثير وهو لماذا نعتذر ؟
ببساطة نحن نعتذر عندما نخطئ تجاه شخص اخر ونشعر بالندم على مافعلناه و نقدم له كلمات الاعتذار لكي يسامحنا .



لكن للأسف في هذا الوقت هناك فئة صغيرة يستعملون الاعتذار بطريقة خاطئة فتراهم يتساهلون في عمل الأخطاء لأنهم سيعتذرون بعد ذلك !
تراهم يخطئون في حق شخص ما وعندما تحاول أن توقفهم يردون بكل ثقة: نعتذر وتنتهي المشكلة !!! يظنون أن الناس مثل أجهزة الكمبيوتر والاعتذار مثل زرdelete اذا ضغطوه سينتهي كل شيء هل نسوا أن لهذا الانسان ذاكرة ومشاعر ؟!
يا لغبائهم ..



صحيح أن هذا الفئة صغيرة كما قلت لكن للأسف تأثيرها كبير جدًا وأكبر دليل على ذلك أنه الان عندما تريد الاعتذار الى شخص بصدق وإن كانت لأول مرة سيرد عليك : ايش استفيد من كلمة آسف ؟ لأن أذنيه اعتادت سماع كلمات الاعتذار فأصبحت بلا قيمة لديه.
ويا #صديقي_القارئ راجع حساباتك فقد تكون أحد أفراد تلك الفئة واجعل دائما كلمات آسف ، أعتذر ، سامحني ... كلمات مقدسة لديك لا تخرجها من فمك الا اذا كانت من قلب صادق .


في النهاية ، من المهم أن تعلم أن الاعتذار حتى وإن كان صادقًا فهو لا يكفي فالناس كألواح الخشب اذا أخطأت بحقهم فكأنك طرقت مسمارًا في ذلك اللوح وإذا اعتذرت بصدق فكأنك نزعت ذلك المسمار لكن أثره في اللوح سيبقى للأبد ، لذلك اجتنب أن تخطأ بحق الناس من البداية .

هناك تعليق واحد:

  1. جمييل..

    ولا نكثر من الإعتذار لخطأ واحد ... لأن ذلك ينبش الخطأمن جديد😍😍😊

    ردحذف