الأبطال الثلاثة
اليوم
سأحكي قصة ثلاثة أشخاص ، ثلاثة أبطال وما أعظم هؤلاء الثلاثة وكم هو فخر لي أنني
أعرف هؤلاء الأبطال شخصيًا و أدرس معهم كل يوم . يا ترى من هم هؤلاء الثلاثة
ولماذا هم أبطال ؟
هم
أبطال ببساطة لأنهم قرروا أن يحملوا هم تشريف هذا الدين ، هذا الوطن ، هم أبطال
لأنهم قرروا أن يحمل همَ إعادة أمجاد هذه الأمة . فكانوا يعملون عشرات الساعات في
المدرسة بدون كلل ولا ملل ، لا يتذمرون ، لا يشتكون ، لا ينامون الا ساعات قليلة ،
ليس لديهم الوقت الكافي ليجالسوا أهاليهم ، تركوا الترفيه ، تركوا الراحة في
حياتهم، وعندما تسألهم لماذا تفعلون كل هذا ؟ يكون جوابهم : لأننا قررنا أن نحمل
همَ إعادة أمجاد هذه الأمة . فكانوا فقط يعملون ويعملون و يعملون
حتى أتى
ذلك اليوم الذي قالوا لنا فيه وداعًا ، تركوا أهاليهم ، تركوا أصدقائهم ، ووصلوا
الى ميدان المعركة ونعم هي معركة لإعادة الأمجاد ورفع علم هذا الوطن فوق كل
الأعلام ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فهم وصلوا الى ميدان المعركة لكن
أدواتهم ،معداتهم ، أسلحتهم لتلك المعركة لم تصل ! رأوا تعب تلك الشهور ، تلك
الساعات ، وكل ساعات العمل تتناثر أمامهم وكل شيء أصبح هباء منثورا . قبل أن أكمل
ضع نفسك في مكانهم كيف سيكون حالك ؟ كيف ستكون نفسيتك؟ بالتأكيد ستكون حزينًا ،
ستكون محطمًا بالكامل ، لكن هذه لم تكن أبدًا نفسيتهم فهم ازدادوا حماسًا ،
ازدادوا طاقةً ورغبة ً ، تسألني كيف ؟ أقول لك بكل بساطة لأنهم أبطال ... فهم لا
يعرفون اليأس ،ولا يعرفون الإحباط، ولا يعرفون معنى الاستسلام ، وليس للفشل مكانًا
عندهم ، فعادوا يعملون ويعملون و يعملون
حتى
أتى ذلك اليوم مجددًا ، قالوا لنا وداعًا ، وتركونا وكلهم أمل أن الله تعالى
لن يخذلهم و وصلوا الى ميدان المعركة وفي هذه المرة أتت معهم أدواتهم وأجهزتهم ،
وبدأت المنافسة، خمسون دولة تنتظر فوز أبنائها ، مئات الفرق القادمة من أفضل
الجامعات والمجهزة بأغلى وأفضل الأدوات تطمح للفوز ، ولكن في النهاية كل هذه الدول
والفرق لم تستطع أن تنافس أو تضاهي عزيمة وإصرار هؤلاء الشباب لأنهم حققوا المركز
الأول على مستوى العالم ورفعوا راية الإسلام فوق كل الرايات ، أعادوا الأمجاد ،
وزادوا هذا الوطن رفعة
هؤلاء
الأبطال هم غيث خوجة ، نايف مزاحم ، فيصل المالكي طلاب من مدارس الأندلس حققوا
المركز الأول على مستوى العالم في مسابقة Robot challenge، يعجز لساني عن وصف تلك العزيمة و الروح وذلك التفكير
والإصرار و لا يسعني الا أن أقول شكرا غيث ، فيصل ، نايف لأنكم أثبتم لكل
العالم أننا جيل لا يستهان به .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق