25 مارس 2016

الأبطال الثلاثة







اليوم سأحكي قصة ثلاثة أشخاص ، ثلاثة أبطال وما أعظم هؤلاء الثلاثة وكم هو فخر لي أنني أعرف هؤلاء الأبطال شخصيًا و أدرس معهم كل يوم . يا ترى من هم هؤلاء الثلاثة ولماذا هم أبطال ؟  




هم أبطال ببساطة لأنهم قرروا أن يحملوا هم تشريف هذا الدين ، هذا الوطن ، هم أبطال لأنهم قرروا أن يحمل همَ إعادة أمجاد هذه الأمة . فكانوا يعملون عشرات الساعات في المدرسة بدون كلل ولا ملل ، لا يتذمرون ، لا يشتكون ، لا ينامون الا ساعات قليلة ، ليس لديهم الوقت الكافي ليجالسوا أهاليهم ، تركوا الترفيه ، تركوا الراحة في حياتهم، وعندما تسألهم لماذا تفعلون كل هذا ؟ يكون جوابهم : لأننا قررنا أن نحمل همَ إعادة أمجاد هذه الأمة . فكانوا فقط يعملون ويعملون و يعملون  


حتى أتى ذلك اليوم الذي قالوا لنا فيه وداعًا ، تركوا أهاليهم ، تركوا أصدقائهم ، ووصلوا الى ميدان المعركة ونعم هي معركة لإعادة الأمجاد ورفع علم هذا الوطن فوق كل الأعلام ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فهم وصلوا الى ميدان المعركة لكن أدواتهم ،معداتهم ، أسلحتهم لتلك المعركة لم تصل ! رأوا تعب تلك الشهور ، تلك الساعات ، وكل ساعات العمل تتناثر أمامهم وكل شيء أصبح هباء منثورا . قبل أن أكمل ضع نفسك في مكانهم كيف سيكون حالك ؟ كيف ستكون نفسيتك؟ بالتأكيد ستكون حزينًا ، ستكون محطمًا بالكامل ، لكن هذه لم تكن أبدًا نفسيتهم فهم ازدادوا حماسًا ، ازدادوا طاقةً ورغبة ً ، تسألني كيف ؟ أقول لك بكل بساطة لأنهم أبطال ... فهم لا يعرفون اليأس ،ولا يعرفون الإحباط، ولا يعرفون معنى الاستسلام ، وليس للفشل مكانًا عندهم ، فعادوا يعملون ويعملون و يعملون


حتى أتى ذلك اليوم مجددًا ، قالوا لنا وداعًا ، وتركونا وكلهم أمل أن الله تعالى لن يخذلهم و وصلوا الى ميدان المعركة وفي هذه المرة أتت معهم أدواتهم وأجهزتهم ، وبدأت المنافسة، خمسون دولة تنتظر فوز أبنائها ، مئات الفرق القادمة من أفضل الجامعات والمجهزة بأغلى وأفضل الأدوات تطمح للفوز ، ولكن في النهاية كل هذه الدول والفرق لم تستطع أن تنافس أو تضاهي عزيمة وإصرار هؤلاء الشباب لأنهم حققوا المركز الأول على مستوى العالم ورفعوا راية الإسلام فوق كل الرايات ، أعادوا الأمجاد ، وزادوا هذا الوطن رفعة


هؤلاء الأبطال هم غيث خوجة ، نايف مزاحم ، فيصل المالكي طلاب من مدارس الأندلس حققوا المركز الأول على مستوى العالم في مسابقة Robot challenge، يعجز لساني عن وصف تلك العزيمة و الروح وذلك التفكير والإصرار و لا يسعني الا أن أقول شكرا غيث ، فيصل ، نايف لأنكم أثبتم لكل العالم أننا جيل لا يستهان به




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق