22 أبريل 2016

اليوم الذي أخشى قدومه


                       

كم هي مخيفة تلك الكلمات ، كم هو مرعب ذلك السؤال ، كم أخشى أن يأتي ذلك اليوم الذي سيسألني فيه ابني ، حفيدي ذلك السؤال المرعب الذي لن أستطيع اجابته ، ذلك السؤال الذي لطالما أشعرتني اجابته بالخجل من نفسي ، ذلك السؤال الذي سيشعرك بأنك انسان تافه لاقيمة له ولا فائدة منه .. ذلك السؤال هو : لماذا يا أبي ، يا جدي تراجعت وتخلفت وتواضعت حضارتنا في زمانك ؟ لماذا ضيعتم عزتنا وقوتنا وأفسدتم علمنا وحضارتنا العريقة ؟ 


                                  

كيف تشعر الان بعد قراءة السؤال ؟ هل أحسست بذلك الشعور الغريب ؟ هل أحسست بالخجل من نفسك ؟ لأنك أنت الشخص الذي في زمانه ضاعت عزة الاسلام ، ضاعت حضارة الأندلس ، تشوه تاريخ هذه الأمة .. 
بالتأكيد لا تريد أن تكون ذلك الشخص الفاشل ، فلماذا لا تتحرك وتعمل الان لكي تنقذ وتساعد أمتك ولكن السؤال هو كيف ؟

                     

ولكن قبل أن تعرف كيف ، لابد أن تعلم بأن الله تعالى لم يخلقك ولم يجعلك إنسانًا مسلما عبثًا فمن الممكن أن تكون الشخص الذي على يده ستعود حضارة الأندلس ، ستعود عزة الاسلام ، ستعود هذه الأمة كما كانت ، لا تقل أنا شخص وحيد ليس من الممكن أن أفعل شيئًا لوحدي.. عذرًا هل تعلم أن أعظم الدول في وقتنا الحالي نظمها ووحدها أشخاص مضطهدون ، مظلومون ، وحيدون، فمثلا : مارتن لوثر كينج طفل افريقي فقير عندما كبر أقنع الملايين بترك العنصرية وساهم  في تطوير الولايات المتحدة ، مهاتماغاندي الشخص الذي وحَّد و طور الهند لوحده ، والقائمة تطـــــول..ما الفرق بينك وبين هؤلاء ؟ لماذا تعتقد أنه من المستحيل أن تنقذ حضارتك ؟ فقط ثق بنفسك فلا تدري قد يكون اسمك  بجانب هؤلاء العظماء في المستقبل ..

                                           

ولكن يظل السؤال هو كيف ؟ لا يعني أنك اذا أردت تساعد في اعادة أمجاد هذه الحضارة أن تذهب وتشارك في الحروب والقتال بل كل ما عليك هو أن تثق بنفسك ،أن تعقد النية ، أن تجد الشيء الذي تحبه وتريد أن تعمل فيه وتحاول أن تبدع فيه بكل طاقتك لأنه لو كل شخص منا أبدع وأتقن في مجاله لعادت حضارتنا كما كانت ، والأهم من هذا كله هو أن تتحلى بأخلاق الاسلام و أن تتمسك بدينك لأنك بدونه لا تساوي شيئا .

                                     

أتمنى أن تكون مدونة وليدلوق التي اقتربت من نهاية مشوارها ساعدت ولو بجزء بسيط في تشجيع وتحفيز كل من يقرأها لإعادة أمجاد وأخلاق هذه الأمة وتذكر دائما أنه لابد أن تعمل وتتعب اليوم لكي لا يسألك ابنائك ذلك السؤال المخيف غدا .

هناك تعليق واحد:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف